خبر : وقف تفشي مرض شلل الأطفال المدمر في الشرق الأوسط تقريبا

الخميس 12 نوفمبر 2015

وقف تفشي مرض شلل الأطفال المدمر في الشرق الأوسط تقريبا

يبدو أن استجابة التحصين الطارئة التي استمرت لاثني عشر شهرا في منطقة الشرق الأوسط قد نجحت في إيقاف تفشي مرض شلل الأطفال الذي ظهر في سوريا والعراق، وذلك بحسب عدد من خبراء الصحة المجتمعين في بيروت. وفيما عبر الخبراء عن تفاؤلهم، إلا أنهم حذروا من احتمالية عودة المرض مرة أخرى.

وقد أثار ظهور المرض، الذي شل حركة 38 طفلا على الأقل في سوريا والعراق المخاوف من احتمال تفشي الوباء، الأمر الذي استوجب تنظيم استجابة غير مسبوقة، تم من خلالها تحصين أكثر من 27 مليون طفل في ثمانية دول. وكان مرض شلل الأطفال قد ظهرفي سوريا وانتقل بعدها للعراق في بداية سنة 2014 بعد وصول الفيروس المسبب للمرض من الباكستان. وبعد مرور عام كامل على تأكيد آخر حالة إصابة في سوريا وتسعة أشهر على آخر حالة إصابة في العراق، بالرغم من استمرار النزاع المستمر وهجرة أعداد كبيرة من السكان في المنطقة. يقول الخبراء أن هذا يعد إنجازا مهما، وأنه جاء نتيجة جهود ضخمة والتزام حقيقي أبدته الحكومات، والطواقم الصحية، والآباء والأمهات لضمان أن يتلقى جميع الأطفال التلقيح اللازم. وفي هذا الصدد تقول ماريا كالفيس، مديرة اليونيسف الإقليمية في منطقة الشرق الأوسط، "لو كنا في ظروف طبيعية لقلنا إننا نجحنا في إيقاف الوباء، ولكن وبسبب الصراع القائم، لن تدخر اليونيسف جهدا في ضمان حصول الأطفال على الحماية التي يحتاجونها من هذا المرض الرهيب." وحذرت مجموعة من الخبراء الذين اجتمعوا في بيروت في اليومين الماضيين لمراجعة وضع شلل الأطفال في المنطقة من أن العنف الذي يجتاح سوريا والعراق يمثل خطرا حقيقيا، حيث قد لا تتمكن فرق التلقيح من الوصول لبعض الأطفال بشكل منتظم. وحول هذا يقول كريس ماهر، مدير قسم استئصال شلل الأطفال والدعم في حالات الطوارئ في منظمة الصحة العالمية: "لم يحن الوقت للراحة بعد. فبالرغم من النجاح الذي حققناه لغاية الآن، إلا أن علينا نستمر في العمل مع الحكومات والسلطات المحلية، ومنظمات الأمم المتحدة، والمنظمات الحكومية وغير الحكومية لضمان حماية جميع أطفال المنطقة من شلل الأطفال، بما فيهم الأطفال القاطنون في المناطق المتأثرة بالصراع". وتم وضع خطة للشهور الستة القادمة في اجتماع بيروت، الذي حضره فريق من الخبراء من وزارات الصحة في سوريا، والعراق، والأردن، ولبنان، ومصر، وتركيا، وغزة والضفة الغربية، وإيران، وخبراء شلل الأطفال في منظمة الصحة العالمية، واليونيسف، ومراكز الولايات المتحدة للسيطرة على الأمراض، ومنظمة روتاري العالمية، ومؤسسة بيل وميراندا جيتس الخيرية. وتركز الخطة على تعزيز تقديم خدمات التحصين الأساسية، وتحديد الأطفال والمجتمعات التي لا يتم الوصول إليها بسبب النزاع أو بسبب هجرة السكان. وفيما يتم حاليا العمل على تكثيف خطط الطوارئ لضمان وصول اللقاح لجميع الأطفال وتعزيز نظم ترّصد المرض، يقول خبراء منظمة الصحة العالمية واليونيسف إن الطريقة الوحيدة لضمان حماية الأطفال في الشرق الأوسط هي وقف انتقال الفيروس من الدول التي لا يزال متوطنا فيها.

المصدر مركز انباء الأمم المتحدة